سورة التغابن - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التغابن)


        


{يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (4)}
تقدم في غير موضع. فهو عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شي.


{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (5)}
الخطاب لقريش أي ألم يأتكم خبر كفار الأمم الماضية. {فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ} أي عوقبوا. {وَلَهُمْ} في الآخرة {عَذابٌ أَلِيمٌ} أي موجع. وقد تقدم.


{ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)}
أي هذا العذاب لهم بكفرهم بالرسل تأتيهم {بِالْبَيِّناتِ} أي بالدلائل الواضحة. {فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا} أنكروا أن يكون الرسول من البشر. وارتفع أَبَشَرٌ على الابتداء.
وقيل: بإضمار فعل، والجمع على معنى بشر، ولهذا قال: يَهْدُونَنا ولم يقل يهدينا. وقد يأتي الواحد بمعنى الجمع فيكون اسما للجنس، وواحده إنسان لا واحد له من لفظه. وقد يأتي الجمع بمعنى الواحد، نحو قوله تعالى: {ما هذا بَشَراً} [يوسف: 31]. {فَكَفَرُوا} أي بهذا القول، إذ قالوه استصغارا ولم يعلموا أن الله يبعث من يشاء إلى عباده.
وقيل: كفروا بالرسل وتولوا عن البرهان وأعرضوا عن الايمان والموعظة. {وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} أي بسلطانه عن طاعة عباده، قاله مقاتل.
وقيل: استغنى الله بما أظهره لهم من البرهان وأوضحه لهم من البيان، عن زيادة تدعو إلى الرشد وتقود إلى الهداية.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6